رسائل .. ربما ( لم / لن ) تصل !!

رسائل .. ربما ( لم / لن ) تصل !!

--------------------------------------------------------------------------------
لاشيء
نعم لاشيء أقدر على فتق جروح عاشقٍ غلبته قلة حيلته
أمام واقعه وظروفه, فخطها بدمه, وحفظها قلبه,
من رسائل عاشقين آخرين.يتألمان لهجرٍ وفراق من نوع آخر,
ولا يعلمان أن هناك عشاقا محرومون حتى من تواصل الكلمات
حبرا, تحسبهم من شدة حاجتهم للبوح والعجز عنه أموات..!!

يلجأون لكتابة الخواطر والشعر والمذكرات..
فتختفي بعض الكلمات خوفا وبعضها حياء والجزء الأكبر منها عجزا
تُشعِرُهم كتاباتهم-في الكثير من الأحيان-براحةٍ وقتيةٍ لاتفسير لها
حين خروجها كزهور متنوعة-جميلة ونافعة وضارة وسامة-إلى
أرض وجودها/الورق..
يُراجعون أفراحهم وأتراحهم, أشواقهم وجراحهم, أحلامهم وأحوالهم.
لهفاتهم ولوعاتهم, رغباتهم وصدماتهم, وكل ماتكنه قلوبهم الموجوعة..
فيتضاعف الألم مرةً وأخرى..إلى مالانهاية..
حينها يدركون أن الوان طباعتهم التعبيرية بحاجةٍ إلى إعادة تعبئة
إذ أنَ خطوط المعاني والجروح والأشواق..لاتكــــاد تُــرى..!!!
فيتضاعف الألم اللانهائي مرة أخرى..!!
تنتظر زهور الكلمات رشاشات الفرح أن ترويها وتعيش بجانبها
وتشاركها تربة الحياة..ولاتجيء
تحلم حتى بمرور الفرح/المحبوب ولو كسحابة صيفٍ ولاتجيء
تتمنى أن تهنأ بندى صوته..صوته لأكثر..ولايجيء..
تنظر في عيني كاتبها علها تجد ماءا ولاتجد سوى
القحط في أوضح حالاته..
فتتنازل عن رغباتها التي اصبحت مبالغا فيها
كأي فقيرٍ عودته الضرورة على حياة التقشف والزهد مرغما..
فتحلم أن يهبها كاتبها أقداما أو أجنحة أو بساط ريح
أو أي قدرة خرافيةٍ أخرى..
لتتمكن من حشر نفسها عنوةً أمام عيني المحبوب..ولايستطيع..
يضطر العاشق/الكاتب أن يُطعمها الوهم, ويسقيها السراب..
يُمدها بأكسجين الذكريات والفرح الصناعي..يخصِبها بالأمل
يخدعها بطيف المحبوب فتنمو لكي تعلو وتصل إليه..
وقبل أن تدرك أنه كان يخدعها..يدرك هو أنه كان يخدع نفسه..
فيزداد عذابه وحيرته..يصاب قلبه بالقحط وفكره بالنضوب..
وتخرج من عينيه نظرات ترسل الحمم من براكين حزنه..
فتهتز أرض الكلمات وتتصدع..تذبل المعاني وتموت الجمل
وتموووووووووووووووووووووووت..
مثل كل الأشياء الجميلة في حياة كاتبها..!!
نعم سيدتي..
ودون أدنى مبالغة..
مثل كل الأشياء الجميلة..
لأن الأشياء الجميلة..تفقد جمالها وجاذبيتها
في غيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابك..!!! !!!